الـسـاعـه الـواحِـده بـعـد مـُـنـتـصـف الـقـدم ..!!

أيام المدارس ..
وتحديدا في المرحله الأبتدائيه ..
كانوا يعلموننا ان النبات من الكائنات الحيه ..
فكنت كلما امُر على باب بيتنا ..
اسلم على الورد الذي يعانق سور بيتنا العتيق ..
فلا اجد شفتيها ترد بالكلام..
فأسأل أمي .. يا امي اني اسلم على الورد ..
لما لا يرد الوردُ عليَّ السلام ..
فتجيب : يابُني سترد عليك حينما تَكْبُر ..
فأتعجب كم هي الدنيا متناقضه ..
كيف يكون الورد من الكائنات الحيه ..
ولا يستطيع الكلام ..
هل أنها لم تسمع صوت شفتي الصغيرتين ..
ام انه تكبر منها وان الورد (شايف حاله) ..
وعندما كَبُرْتُ عَرِفتُ انكِ يا امي ..
أُميةٌ يتعلم العلمُ منك القراءة والكتابه .. والشعور ..
وأني ورثت عنكِ هذا الأحساس ..
اعرف أني حينما اشم وردةً فيشرق وجهيَّ بالرحيقِ..
هو للوردِ كلام ..
حينما اقطف وردة لأزرعها في شَعرِ حبيبتي ..
ولا تسقط من شَعرها..
ولو ان الدبابيس الصغيره والاقل وزنا تسقط عنه..
لأن الحرير في شَعرها يرفض ..
ان يشاركه احد هذا الليل الطويل ..
اعرف ان الوردة تريد المكوث اطول ..
تريد ان تتوسد كالعصفورِ ليل شَعرِها اطول ..
واعرف انه للورد كلام ..
وأنه حينما كانت تنهض عن المقاعد ..
واتحسس المقعد الدافء بعدها رغم مشي السنين عنا ..
فأعلم انه لازال يرحب فيها ..
ويرفض ان يقتنع بأنها تركته وحيدا ..
وان دفء المقاعد بعد الرحيل عنه ..
ماهـو إلا كلام ..
ورجاءٌ للحبيب وسؤالٌ عنه ..
ودفء قلبي لها كذلك ..!!
وأَتَعَرَفُ على حزن الماء ..
وأن ما يسميه علماء الفيزياء (تبخُر) ..
ماهو إلا حُـزنٌ ورحيل ..
وان الماء اشتاق ان يضع رأسه ..
ليبكي على كتفي السماء ..
وأن جميع تلك الأحزان ..
كلام صامت ..
وحزنٌ صامت ..
وقلبي كذلك ..!!
حين رحلتي ياعُمري عني ..
يُمارس الموت الصامت..
وفي صمتِ لك كلام ..!!
وكرة القدم هي ايضا كذلك ..!!
لا تتسائل و تتعجب ..
لماذا لم تتكلم الكره حين رحل زيدان عنها ..
وقد اتفقنا ان للجمادات كلام ..
لماذا لم تنادي عليه ..؟!!
لما لم تبكي وتتشبث في قديمه ..
لما لم تحضن ساقه وتُقَبِلُها ..
وتسأله قَتلها غير ان يرحل عنها ..!!
هنا اعرفُ أن تَمَزُق جميع الكرات بعد رحيل زيدان ..
ما هـو إلا تعبير منها .. بالحزن ..ورفض منها للوداع ..



وأنه شقٌ للجيب على رحيله ..
واعلانُ منها بأخلاصها لزوج كرة القدم ..
وانها ترفص ان يلمس جسدها سِواه ..!!
واعرف كما الكرة تعرف ..
ان زيدان ما كان له ان يبقى اكثر ..
وانه كان لا بد ان يرحل رغم الألم الذي يتنفس في داخلي وداخلها ..
فرحيل نزار قباني شاعر الحريه والمرأه عن الحياه ..
ماهي إلا فرصه من الله تعالى لشعراء ما بعد قباني للظهور ..
وان الله اراد ان يبقي برحيله بعضُ الشِعر والخيال في جيوب البشر ..
لأن استمرار نزار قباني في الحياه وكتابة الشعر .. نهايه واغلاق لباب التسجيل..
في جامعه الشعِر العربيه ..!!!
وكذلك زين الكلِمات زيدان ..!!
نعم كان لا بد ان يرحل زيدان وهو شاعر الكرة واللقطه ..
ومُعلم الرقص الشرقي لأوروبا ..
كي يتبقى للاعبين مابعد زيدان بعض الأمتار في الملعب ..
لأن استمراره يعني اختناق مساحه الأبداع..
واحتكارها في قدميه الى آشعار أخر ..
وفقط وبالتحديد في هذا المكان ..
وبما اننا نتكلم عن العلاقه بين الحزن والرحيل ..
وطريقه تعبير الكائنات عن ذلك الوجع ..
اتعرف على الوقت وارتباطه بحراره الشمس ..
حين يعشق ان يدفء عقاربه تحت ضوئها ..
فتغير الوقت حين تتغير درجات حرارتها طوال اليوم ..
ماهـي الا علاقه حب بين الوقت وضوء الشمس ..
وانتهاءه بيوم جديد ماهو الا تعبير عن حزنه لوداع الشمس وكلام ..
لذلك يتغير الوقت في كرة القدم .. من بعد الليل ..
إلى ما بعد منتصف القدم ..
بكاءاً منه على رحيل زيدان ..!!
هنا ينبت القَوْلُ كالقمح بين سنابل الوجع ..



يااارب .. ياااارب .. يا الله ..
اعرف اني لست نبيا ..
ولست من الصالحين ..
غير انها دعوة عاشق..
اضناه الحنين ..
يارب اعد الزمان مرةً واحده ..
مرةً واحد فقط من بين السنين ..
فتقبل عيناي قدميه وأراه ..
ثم امتني بعدها .. يا الله ..
يا الله ..
خذ من عمري واسكبه بعمره ..
خذ ماشئت من عمري واترك لي يومين ..
خذ ما شئت من جسد إلا العينين ..!!





.

.



شكر وإهداء خاص ..
لمفخرة الشبكه ..
امبراطور الفيديو وأمير اللقطه في الوطن العربي ..
MXXM ماجد :قلب:
والأهداء موصول لفارس الفيديو عبدالملك ..
ومُوجِع الصُوره السهم
... واليكم !!



.

.

8\1\2008

الساعه الواحِده بعد منتصف الألم ..!!